بعد أن استكمل الجيش السوري استعداداته اللوجستية على الأرض بدأ وحداته تنفيذ هجوم واسع على أكثر من محور في منطقة القلمون التي تشكل امتدادًا لسلسلة جبال لبنان الشرقية، حيث تعتبر تلك المنطقة ذات طابع استراتيجي هام لوقوعها بالقرب من منطقة عرسال اللبنانية حيث امتدت العمليات العسكرية من الرحيبة انتقالا إلى جبعدين ومعلولا و جيرود و يبرود وصولا إلى النبك.
أحد القادة الميدانيين أكد لنا بأن الجيش السوري نفذ سلسلة من العمليات العسكرية وبشكل متزامن وعلى أكثر من محور من أجل شل حركة المسلحين ومنعهم من تنفيذ أي مناورة أو انسحاب من أرض المعركة وفي أثناء ذلك أعلنت كتائب من "الجيش الحر" أمس استعدادها للانسحاب من بلدة معلولا ذات الغالبية المسيحية، بريف دمشق مشترطة تحييد البلدة عن الصراع وعدم دخول القوات السورية إليها.
ورأى المصدر الميداني نفسه أن انسحاب المجموعات المسلحة من معلولا يعود إلى "سرعة تقدم الجيش والضربات المكثفة التي تلقتها تلك المجموعات".
وبثت كتيبة "جبهة تحرير القلمون" التابعة لألوية أحفاد الرسول شريط فيديو على موقع "يوتيوب" يظهر فيه أحد قادتها العسكريين وهو يقترح خروج "الجيش الحر" من مدينة معلولا، متهمًا النظام بأنه "زج بالمدينة في الصراع الدائر وقصف الكنائس والمساجد بشكل عشوائي".
وأضاف: "حقنًا للدماء وحرصًا على ممتلكات أهالي معلولا يعلن الجيش الحر تحييد مدينة معلولا وجعلها مدينة محايدة شرط عدم دخول القوات النظامية إليها". كما تعهد بـ"تأمين عودة الأهالي إلى بيوتهم سالمين".
وعلق المصدر الميداني على تصريحات "جبهة تحرير القلمون" بالقول: "إن كل ما يقال عن استهداف الجيش للمدينة أو ارتكاب مجازر هو عملية تغطية لجرائم المجموعات المسلحة وإن المدينة باتت تحت سيطرة الجيش السوري ولم يتبق سوى حي واحد في المدينة تدور فيه الاشتباكات الأخيرة وبعدها يتم إعلان معلولا منطقة آمنة وتحت سيطرة الجيش السوري".
وحول ما يشاع عن ارتكاب مجازر في معلولا، أوضح مصدر محلي لـ"المرصد السوري المستقل" أنه عند اقتحام المجموعات المسلحة أقدم المسلحون على قتل 15 مواطنًا من سكان البلدة وخطفوا آخرين.
ولدى سؤالنا المصدر الميداني حول حقيقة الموضوع أفادنا بأنه "لا معلومات موثقة بعد ولكن الجيش يقوم بتفتيش كل المناطق التي يدخلها ويوثق ما قام به المسلحون، وفي حال العثور على أي جثامين تعود لمواطنين يتم التعامل معها وفق القانون حيث يتم فحصها عن طريق الطبيب الشرعي ومن ثم نقلها إلى المشافي ليتم التعرف عليها".
