المرصد السوري المستقل

http://syriaobserver.org

سياسة
تصغير الخط تكبير الخط طباعة الصفحة
«داعش» تنظيم جهادي متشدد يسعى لإقامة إمارة إسلامية
"داعش" أو "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، هي تنظيم جهادي مسلح يهدف إلى إقامة إمارة إسلامية تضم العراق وسوريا ويسيطر على مناطق عدة في العراق والشام. قائدها يلقب بـ"أمير المؤمنين".


سرعان ما نمت قدرات "داعش" لتصبح في غضون أشهر من أبرز التنظيمات المسلحة على الأرض السورية وبعد أن تمكن هذا التنظيم من فرض سيطرته على عدة مناطق في سورية، بدأ حربه على أحد أكبر الفصائل المسلحة المعارضة "الجيش السوري الحر"، حيث شهدت المناطق المسيطر عليها من قبل المسلحين في الشمال السوري معارك بين قوات "داعش" و كتائب "الجيش الحر"، وكانت أبرز تلك المعارك وأعنفها في ريف حلب حيث لم تتمكن كتائب "الجيش الحر" من الصمود في مدينة أعزاز تحديدًا والتي تعتبر المعقل الرئيسي لـ"لواء عاصفة الشمال" التابع لـ"لجيش الحر" والذي ظهر بقوة على وسائل الإعلام بعد خطف الزوار اللبنانيين في أيار/مايو 2012، والذي يعمل تحت رعاية الاستخبارات التركية إذ خلال ساعات قليلة استطاع مقاتلو تنظيم "دولة العراق والشام الإسلامية" (داعش) السيطرة على المدينة وطرد عناصر لواء "عاصفة الشمال" منها، وأسر أكثر من مائتي مقاتل منهم.


وأصدر تنظيم "داعش" بيانًا نشر عبر التنسيقيات ومواقع شبكة التواصل الاجتماعي، أعلن فيه أن "أمير ولاية الشمال أبي عبيدة عبد الله العدم" قد أفتى "حلالاً لعناصر الدولة بسبي كافة نساء تنظيم “لواء عاصفة الشمال” المجرم، ونكحهم شرعا، بما آتاهم الله من قوة وإيمان وفقًا لشريعته تعالى".
ووجه التنظيم المتشدد تحذيرًا لمن ما أسماهم بـ"العملاء على أرض الشام" من "أن سيوف أسود الدولة ستطال رقابهم أينما حلوا".
حول هذه التطورات أفادنا مصدر في لواء "عاصفة الشمال" أن مقاتلي تنظيم "داعش"، قد "اجتاحوا المدينة وقاموا بارتكاب الفظائع، وقتلوا عددًا من مقاتلي اللواء وأسروا عددًا كبيرًا منهم، وسبوا بعض النساء ومنهن زوجة  "كنان داديخي" المعروف بـ "أبو ابراهيم" والذي كان بتبوء زعامة  "لواء عاصفة الشمال" التابع للجيش الحر. وحتى أنهم قد أطلقوا فتوى أجازت لعناصرهم سبي نساء المقاتلين من لواء عاصفة الشمال".
وأضاف المصدر يقول: إن "تنظيم (داعش) اتبع أساليب جديدة في حربه الدائرة مع الجيش الحر، حيث يقوم بتنفيذ عمليات قصف عشوائي ومكثف باستخدام مدافع الهاون الثقيلة والمدافع المتوسطة وراجمات الصواريخ  بعدها تتم عملية الاجتياح البري بأعداد كبيرة إضافة لاستخدام السيارات المزودة برشاشات ثقيلة ومضادات طيران وبعدها تبدأ عمليات القتل الجماعي وسبي النساء وحرق المنازل".
ورأى المصدر نفسه، "أن تلك الأساليب تهدف إلى نشر الرعب وإشاعة الفوضى للتأثير على معنويات المقاتلين في المناطق الأخرى من أجل دفعهم للانسحاب من مناطقهم"، كاشفًا عن أن "بعض القوى الإقليمية التي كانت تدعم الجيش الحر أوقفت دعمها بشكل مفاجئ"، (ملمحًا بذلك إلى الحكومة التركية وصمتها حول هذه المستجدات".

&&qut3&&

وقد أكد المصدر في "لواء عاصفة الشمال" أن معارك عنيفة دارت بين مقاتلي اللواء من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى، أسفرت عن بسط التنظيم الإسلامي المتشدد سيطرته على بلدة أعزاز وانسحاب مقاتلي "الجيش الحر" إلى بعض القرى المجاورة، معللاً ذلك بأن "لواء عاصفة الشمال" سينضم إلى "لواء التوحيد" لإعادة تجميع قواهم في إطار ما اسماه معركة "النهراون" التي تهدف لطرد مقاتلي "داعش".
ويعتبر تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام"، وكذلك جبهة "النصرة" التنظيمين الأكثر شدة وقوة حيث يتمركز مقاتلو "داعش" في مدن حلب والرقة ودير الزور و ينتشر مقاتلو "النصرة" في مدينة درعا جنوب سوريا.
وحول سبب الخلاف بين تلك التنظيمات أفاد مصدر محلي لـ"المرصد السوري المستقل" أن سبب الخلاف يعود إلى عدم الاتفاق بين "داعش" و"الجيش الحر" على مبادئ القتال وتكفير التنظيم لبعض كتائب "الجيش الحر" وقتل العديد من عناصره، وصولاً إلى الاشتباك في بعض الأحيان، خصوصًا في مدينة الرقة وريفها.
والجدير ذكره أن كلا التنظيمين يتبادلان التهم بـ"العمالة للنظام السوري"، في حين يرى بعض المحللين السياسيين أن ما يجري اليوم بين "داعش" و "الحر" هو صراع بين دول إقليمية داعمة لهذا الفريق وذاك، في تلميح إلى الدعم السعودي المتنامي لتنظيم "داعش" الذي ينتهج الفكر الوهابي كعقيدة له.


وقال مصدر في "الجيش الحر" لمرصدنا بأن تنظيم "داعش" يمتلك كثافة في عدد المقاتلين من ذوي الخبرات القتالية، والمزودين بأسلحة نوعية وكميات من الذخيرة والأعتدة المختلفة، والآليات العسكرية، وكل ذلك ساهم بسرعة سيطرتهم على أماكن تواجد مقاتلي "الجيش الحر" من خلال الكثافة النارية الكبيرة التي يعتمدها الأول.
وعلى صعيد آخر بدأ تنظيم "جبهة النصرة" بالتحالف والتنسيق مع "داعش" على الرغم من وجود بعض الخلافات بين الطرفين.
وفي ظل ذلك يرى البعض أن الصراع الدائر بين مختلف التنظيمات والفصائل المسلحة يصب في مصلحة القيادة السورية لاعتبارين الأول نقل الصورة الحقيقية لتلك التنظيمات والتأثير على الرأي العام العالمي وفضح تلك "الثورة"، والاعتبار الثاني هو استنزاف قوى تلك التنظيمات بحيث يسهل على الجيش السوري النظامي شن حرب على من سينتصر بذلك الصراع الداخلي خاصة في المناطق التي خرجت بشكل جزئي عن سيطرة الحكومة السورية.
وتعتبر محافظة الرقة المقر الرئيسي لتنظيم "داعش"، الذي بدأ ينطلق منها باتجاه باقي المناطق، لتوسيع مساحة نفوذه قبل إعلانها "إمارة إسلامية" بقيادته.


15:12 2013/09/28 : أضيف بتاريخ







 
المرصد السوري المستقل